إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب
أخذت الدعوة الإسلامية تشتد وتقوى رغم معاندة قريش، وأخذ عدد المسلمين يزداد شيئاً فشيئا، حتى قوي ساعد الرسول عليه الصلاة والسلام بإسلام أعز رجلين في مكة، حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب، وفيما يلي بيان لإسلام كل منهما:
أولاً: إسلام حمزة بن عبد المطلب:
هو عم الرسول صلّى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، كان رجلاً عزيزاً في قومه، قوي الشخصية، يسمى (أعزّ الناس) وكان محباً للرسول عليه الصلاة والسلام، كما كان شديد البطش بأعدائه، وكان شاباً يحب الصيد والقنص. وسبب إسلامه أنَّه في أحد الأيام كان راجعاً من رحلة قنص متوشحاً قوسه، فأخبرته جارية لعبد الله بن جدعان أنَّ أبا جهل مرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فأذاه ونال منه، ورسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ساكت لا يرد عليه، فغضب حمزة عند سماعه الخبر، ودخل المسجد وأبو جهل جالس في نادي قومه، فقال له حمزة: كيف تشتم ابن أخي وأنا على دينه، ثُمً ضربه بالقوس فشجه. فثار رجال من بني مخزوم، وثار بنو هاشم، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فإني سببت ابن أخيه سباً قبيحاً، فعلمت قريش أنَّ رسول الله صلِّى الله عليه وسلَّم قد أعزَّ بإسلام حمزة فكَفُّوا عنه بعض ما كانوا ينالون منه. وكان إسلام حمزة بن عبد المطلب في السنة السادسة بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولقد سمَّاه الرسول عليه الصلاة والسلام (أسد الله).
ثانياً: إسلام عمر بن الخـلاب:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل، من بني عدي، كان قوي البنيان، شب على حُبّ المصارعة وركوب الخيل والفروسية، ولم يسارع عمر إلى اعتناق الإسلام، بل أخذ يعذب المسلمين ويضطهدهم، وكان قد اعتزم يوماً أن يقتل محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم، فخرج متوشحاً بسيفه و اتجه نحو الصفا حيث اعتقد أنَّ محمَّدا صلى الله عليه و سلم موجودٌ هناك، فقابله في الطريق نعيم بن عبد الله فقال: إلى أين يا عمر؟ فقال عمر: إلى حيث محمد الذي فرَّق أمر قريش، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله فقال له نعيم: إنَّ أختَك فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما. فرجع عمر مسرعاً إلى دار أخته فاطمة وأراد أن يبطش بها وبزوجها، وضرب أخته فشجها، وحينما فعل ذلك ونظر إلى الدم وهو يغطي وجه أخته وقد بهرته بشجاعتها في الدين، خجل مِمَّا صنع، وأخذ يتأمل الموقف في سكون ثُمَّ قال لها: أعطني الصحيفة التي كُنتِ تقرأين فيها، فلمَّا أخذها وقرأ فيها آيات من سورة طه، حتى قال: ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه. ثُمَّ سار إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان مـع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وطرق الباب، ولمَّا عرف الرسول عليه الصلاة والسلام أنَّه بالباب أمر ففتح له، فسأله الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عن سبب قدومه، فقال يا رسول الله لقد جئت لأعلن إسلامي وإيماني بالله ورسوله، فكبَّر الرسول عليه الصلاة والسلام وكبَّر الحاضرون، وفرح الجميع بإسلام عمر بن الخطاب. وكان إسلام عمر بن الخطاب عاملاً قوياً من عوامل عزة المسلمين ومنعتهم. روى عبد الله بن مسعود قوله: " إنَّ إسلام عمر كان فتحاً، وإنَّ هجرته كانت نصراً، وإنَّ إمارته كانت رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلمًا أسلم قاتل قريشاً حتى صلَّى عند الكعبة وصلينا معه "، ولقبه الرسول عليه الصلاة والسلام بالفاروق، وكان إسلام عمر بن الخطاب كذلك في العام السادس للبعثة بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام.
أجب عن الأسئلة الآتية:
1 - مَن هو حمزة بن عبد المطلب؟
2 - متى كان إسلام حمزة بن عبد المطلب؟ وبِمَ كان يشتهر قبل إسلامه؟
3 - من الذي سبَّ الرسول عليه الصلاة والسلام على الصفا؟
4 - ماذا فعل حمزة عندما عاد من رحلة الصيد؟
5 - كيف أسلم حمزة؟
6 - من هو عمر بن الخطاب؟
7 - لماذا خرج عمر بن الخطاب يطلب محمَّداً عليه الصلاة والسلام؟
8 - مَنْ قابله في الطريق؟ وماذا قال له؟
9 - من أُخت عمر التي أسلمت؟ ومن زوجها؟
10- ماذا حدث بعد أن قرأ عمر الآيات القرآنية عند أخته؟
11- أين كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عندما ذهب إليه عمر؟
12- أين كان يؤدي المسلمون الصلاد قبل إسلام عمر؟ وبعده؟