بيعة العقبة الأولى
وإيفاد مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة للدعوة والتعليم
لمَّا أراد الله عزَّ وجلً إظهار دينه، وإعزاز نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنجاز وعده له، خرج الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في العام الحادي عشر للبعثة، يعرض نفسه على قبائل العرب وحجاجهم، كما كان يفعل في كل موسم. فبينما هو عند العقبة لقي رهطاً من يثرب عددهم ستة أشخاص أراد الله بهم خيراً، فدعاهم إلى الجلوس إليه، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم بعض آيات من القرآن الكريم، وكان اليهود يعيشون مع الأوس والخزرج في يثرب، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكان الأوس والخزرج أهل شرك وأصحاب أوثان، وكان إذا حدث شيء بينهم وبين اليهود قالوا لهم: إنَّ نبياً قد أطلَّ زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.
فلما كلَّم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أولئك النفر ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقونكم إليه. فأجابوه إلى ما دعاهم إليه بأن صدَّقوه، وقبلوا منه ماعرض عليهم من الإسلام، ووعدوا الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أن يعرضوا الإسلام على قومهم عندما يعودون إليهم، وانصرفوا راجعين إلى بلدهم. ولمَّا قدم هؤلاء الستة إلى يثرب ذكروا لقومهم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ودعوهم إلى الإسلام، فأسلم كثيرٌ منهم واستجابوا لدعوة الله.
حتى إذا كان العام المقبل، وهو العام الثاني عشر للبعثة، حضر إلى موسـم الحج اثنا عشر رجلاً من يثرب، بعضهم من الأوس، وبعضـهم من الخزرج، والتقوا بالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عند العقبة، وأسلموا على يديه وبايعوه بيعة العقبة الأولى على ألاَّ يشركوا بالله شَيئاً، وأن يأتمروا بما أمر الله به، وأن ينتهوا عمَّا نهى الله عنه..
وبعد أن تمت البيعة الأولى، طلب وفـد يثـرب من الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أن يرسل معهم مَنْ يعلمهم أمور الدين، فأرسل معهم الرسول صلَّى ا لله عليه وسلَّم الصحابي الجليل (مصـعب بن عمير) وأمره أن يقرئهم القرآن الكريـم، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، ويؤمهم في الصلاة، فكان يسمى (المقرئ)، وكان نزوله على دار أسعد بن زرارة.
وكان لوجود مصعب بن عمير في يثرب أثرٌ عظيم في انتشـار الإسلام، فأسلم بسببه عدد كبير من أشراف يثرب، فأسلم على يديه أسيد بن حضير، الذي كان أبوه قائداً للأوس يوم بُعَاث، الذي انتصرت فيه الأوس على الخزرج. وكذلك أسلم سعد بن معاذ، الذي كان سيداً لبني عبد الأشهل، من الأوس. ويُروى أنه لمَّا أسلم ذهب إلى قومه في ناديهم وقال: " يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأياً. فقال لهم: كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا ". فأسلموا. فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام. وقد بذل مصعب بن عمير جهوداً تذكر له بالإعجاب والتقدير في الدعوة الإسلامية، ودعوة أهل يثرب إلى الإسلام، حتى لم يبق دار من دورها إلاَّ وفيها رجالٌ مسلمون، ونساء مسلمات.
أجب عن الأسئلة الآتية:
1 - ماذا كان يفعل الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في موسم الحج؟
2 - ماذا كان يعرض الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم على الحجاج العرب؟
3 - ماذا كان يسمع الأوس والخزرج من اليهود ؟ ومتى التقـى الرسول صلَّى الله عليه و سلَّم بوفد يثرب؟
4 - كم عدد الذين التقى بهم الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ومتى تمت بيعة العقبة الأولى؟
5 - كم عدد الذين حضروها من الأوس والخزرج؟ وبماذا سميت البيعة التي تمت؟
6 - ماذا طلب أهل يثرب من الرسول عليه الصلاة والسلام؟
7 - من الذي أرسله معهم؟ وماذا فعل الصحابي الذي أرسله الرسول عليه الصلاة والسلام؟
8 - اذكر واحداً مِمَّن أسلموا على يديه؟